النصارى آمنوا بمسيح لا وجود له واليهود ينتظرون المسيح الدجال !!

فصل من كتاب هداية الحيارى فى أجوبة اليهود والنصارى لابن القيم

النصارى آمنوا بمسيح لا وجود له واليهود ينتظرون المسيح الدجال !!ـ

ـــــــــــــــــــــ

فصل: وفى قول المسيح فى هذه البشارة " وليس لى من الأمر شىء " إشارة إلى التوحيد وأن الأمر كله لله ، فتضمنت هذه البشارة أصلى الدين : إثبات التوحيد ، وإثبات النبوة وهذا الذى قاله المسيح مطابقاً لما جاء به أخوه محمد بن عبدالله عن ربه من قوله له " ليس لك من الأمر من شىء " آل عمران 128 .. فمن تأمل حال الرسولين الكريمين ودعوتهما وجدهما متوافقين متطابقين حذو القذة بالقذة ، وأنه لا يمكن التصديق بأحدهما مع التكذيب بالآخر البتة ، وأن المكذب بمحمد صلى الله عليه وسلم أشد تكذيباً للمسيح الذى هو المسيح ابن مريم عبدالله ورسوله ، وإن آمن بمسيح لا حقيقة له ولا وجود له وهو أبطل الباطل ، وقد قال يوحنا فى كتاب أخبار الحواريين وهو يسمونه اقراكيس : " أحبابى إياكم أن تؤمنوا بكل روح ، لكن ميزوا الأرواح التى من عند الله من غيرها واعلموا أن كل روح تؤمن بأن يسوع المسيح قد جاء وكان جسدانياً فهى من عند الله وكل روح لا تؤمن بأن المسيح قد جاء وكان جسدانياً فليست من عند الله بل من المسيح الكذاب الذى هو الآن فى العالم " فالمسلمون يؤمنون بالسيح الصادق الذى جاء من عند الله بالهدى ودين الحق الذى هو عبدالله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول ، والنصارى إنما تؤمن بمسيح دعى إلى عبادة نفسه وأمه وأنه ثالث ثلاثة وأنه الله وابن الله ، وهذا هو أخو المسيح الكذاب لو كان له وجود ، فإن المسيح الكذاب يزعم أنه الله ، والنصارى فى الحقيقة أتباع هذا المسيح ، كما ان اليهود إنما ينتظرون خروجه ، وهم يزعمون أنهم ينتظرون النبى الذى بشروا به ، فعوضهم الشيطان بعد مجيئه من الإيمان به انتظاراً للمسيح الدجال . ـ
وهكذا كل من أعرض عن الحق يعوض عنه بالباطل .ـ

انتهى الفصل
من كتاب هداية الحيارى فى أجوبة اليهود والنصارى لابن القيم صـــ109