الدولة : عدد المساهمات : 642 نقاط : 152032 تاريخ التسجيل : 10/01/2010 العمر : 36 الموقع : http://abdo4esl.weebly.com/ العمل/الترفيه : معلم لغة إنجليزية
موضوع: ما هى المناظرة وما قواعد التناظر ؟ الثلاثاء 20 مارس 2012, 11:37 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
فن المناظرة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماهي المناظرة ؟ المناظرة هي فن أدبي يقوم على الحوار بين الفريقين أو أكثر يسعى كل منهما إلى إعلاء وجهة نظره حول موضوع معين ، والدفاع بشتى الوسائل العلمية والمنطقية، مع استخدام الأدلة والبراهين .
هل للمناظرة أنواع ؟ نعم هناك نوعان : حقيقية خيالية ماهي شروط المناظرة؟ لهذا الفن شروط أساسية : -أن يجمع بين خصمين متضادين . -أن يأتي كل خصم في نصرته لنفسه بأدلة ترفع شأنه وتعلي مقامه فوق خصمه -أن تصاغ المعاني صوغا لطيفا يشد القارئ كيف نكتب مناظرة؟ إذا أردنا أن نكتب مناظرة فيجب أن نراعي عدة أمور منها: -أن يتخلى كل من الفريقين المتناظرين عن التعصب لوجهة نظره ، وإعلان استعداده التام للبحث عن الحقيقة ثم الأخذ بها -أن يتقيد المتناظران بالحديث المهذب البعيد عن السخرية من وجهة نظر الخصم . -التزام المتناظرين بالطرق الإقناعية الصحيحة ، كتقديم الأدلة والبراهين المناسبة والإقتباس من القرآن الكريم والسنة الشريفة . -وفي النهاية قبول النتائج التي توصل إليها كلا الطرفين بعد حديث طويل مدعم بالأدلة القاطعة.
وهذا مثال لمناظرة مناظرة بين الهواء والماء لأحد الأدباء
قال (الهواء): الحمدلله الذى رفع فلك الهواء، على عنصر التراب والماء (أما بعد) فأنا الهواء الذى أولف بين السحاب وأنقل نسيم الأحباب، وأهب تارة بالرحمة وأخرى بالعذاب، وأنا الذى سير بي الفلك في البحر كما تسير العيس في البطاح، وطاربى في الجو كل ذى جناح، وأنا الذى يضطرب منى الماء اضطراب الأنابيب في القنا، إذا صفوت صفا العالم، وكان له نضرة وزهوا، وإذا تكدرت انكدرت النجوم وتكدر الجو، لا أتلون مثل الماء المتلون بلون الإناء، لولاى ما عاش كل ذى نفس، ولولاى ما طاب الجو من بخار الأرض الخارج منها بعد ما احتبس، ولولاى ما تكلم آدمى ولا صوت حيوان، ولا غرد طائر على غصن بان، ولولاى ما سمع كتاب ولا حديث، ولا عرف طيب المسموع والمشموم من الخبيث، فكيف يفاخرني الماء الذى إذا طال مكثه، ظهر خبثه، وعلت فوقه الجيف وانحطت عنده اللآلى في الصدف. فقال (الماء): الحمدلله الذى خلق كل حى (أما بعد) فأنا أول مخلوق ولافخر، وأنا لذه الدنيا والآخرة ويوم الحشر، وأنا الجوهر الشفاف، المشبه بالسيف إذا سل من الغلاف، وقد خلق الله في جميع الجواهر حتى اللآلى والأصداف، أحيي الأرض بعد مماتها، وأخرج منها للعالم جميع أقواتها، وأكسو عرائس الرياض أنواع الحلل، وأنثر عليها لآلى الوبل والطلل، حتى يضرب بها في الحسن المثل، كما قبل: إن السماء إذا لم تبك مقلتها لم تضحك الأرض عن شئ من الزهر فكيف ينكر فضلى من دب أو درج؟ وأنا البحر الذى قيل عنه في الأمثال (حدث عن البحر ولا حرج) وأما أنت أيها الهواء: فطالما أهلكت أمما بسمومك وزمهريرك، ولا تقوم جنتك بسعيرك. وأما قولك: لولاى ماعاش إنسان، ولا بقى على الأرض حيوان، فجوابه لو شاء الله تعالى لعاش العالم بلاهواء، كما عاش عالم الماء في الماء، وأنشدك الله أما رأيت ما حبانى الله به عظيم المنة، حيث جعلنى نهرا من أنهار الجنة، وأنا أرفع الأحداث، وأطهر الأخباث، وأجلو النظر، وأزيل الوضر، أما رأيت الناس إذا غبت عنهم يتضرعون إلى الله بالصوم والصلاة والصدقة والدعاء ويسألونه تعالى إرسالى من قبل السماء؟ واعلم أنى ما نلت هذا المقام الذى ارتفعت به على أبناء جنسى إلا بانحطاطى الذى عيرتنى به وتواضعى وهضم نفسى وقد كثر بينهما النزاع والجدال، حتى حكم بينهما أمير وقال: إن كلا منكما محق فيما يدعيه، فما أشبهكما في السماء بالفرقدين، وفي الأرض بالعينين، إلا أن مرآة الحق أرتنى فضيلة تفضل بها أيها الماء أخاك الهواء، وحققت لى بأنكما لستما في الفصل سواء، وهى (أن الله تعالى خلق آدم من الماء) فاعترف لأخيه بالفضل والذكاء