Admin   ;
الدولة : عدد المساهمات : 642 نقاط : 152034 تاريخ التسجيل : 10/01/2010 العمر : 36 الموقع : http://abdo4esl.weebly.com/ العمل/الترفيه : معلم لغة إنجليزية
| موضوع: الآية من الأحرف المقطعة فى القرآن الكريم الأحد 25 مارس 2012, 10:14 pm | |
| اليوم نقدم لكم هذاالبحث المتعلق بأسرار الحروف المقطعة القرآن الكريمبحث للدكتور حسام النعيمىالأحرف المقطعة (د.حسام النعيمى)(((ليس هناك شيء في القرآن غير مفهوم حتى الحروف المقطعة لأنه لو كان هناك شيء في القرآن الكريم غير مفهوم كان يسأل عنه الناس. حتى (ألم، كهيعص) قيل فيها كلام كثير والراجح عند أهل اللغة أن هذه علامات الإعجاز أن هذا القرآن الذي أعجزكم مؤلف من هذه الحروف لكن مع ذلك فيها مساحة للمتشابه وهو لماذا كانت ألم هنا وألمر هنا وألمص هنا؟ هذا مما إستأثر الله عز وجل بعلمه. لكن أن يكون هناك شيء في القرآن غير مفهوم لا يوجد ولا يجوز أن نفكر هذا التفكير ))).(ألم) ما هذه الأحرف؟ ولمَ جاءت هذه الأحرف؟ هذا سنعرض له في جزئية الآن: نحن قلنا القرآن هو الكتاب والكتاب هو القرآن ونحن عندنا آيتان الأولى في سورة الحجر والثانية في سورة النمل يستدعيان السؤال لأن الآية الأولى جاء فيها (الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآَنٍ مُبِينٍ (1) الحجر) ذكر الكتاب وذكر القرآن والثانية (طس تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) النمل). في الآية الأولى قدّم الكتاب وعرّفها وجاء بعدها بكلمة قرآن بالتنكير ووصفها. وفي الآية الثانية ذكر القرآن معرّفاً وجاء بكتاب نكرة ووصفها بمبين أيضاً. فالسؤال لم الإختلاف بين الآيتين؟لو نظرنا في سياق الآيتين. أولاً هذه الأحرف المقطعة (ألر) (ألم) (طس) وغيرها هذه الأحرف كما هي لم يرد في تاريخ الإسلام أن الرسول r سُئل عنها، ما ورد. ولو سُئل عنها كان يُسجّل إذن فهموها لما لم يسألوا عنها إذن فهموا ماذا يُراد منها أما نحن الآن وحتى قبل ذلك تحيّر فيها المفسرون. لكن التوجه اللغوي(وبرنامجنا هذا برنامج لغوي) من حيث اللغة لما يقول (ألر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين)) ألر لوحدها خارج الآية لا إبانة فيها. لأنه لو قال لك إنسان :لام نون كاف تقول له ما هذا الكلام لوحده؟ لكن لما جاءت هاهنا وجاءت معها كلمة الإنابة أهل اللغة يقولون هذه من دلائل الإعجاز بمعنى أن هذا القرآن المبين الواضح مكوّن من هذه الأصوات غير المبينة في ذاتها. الأحرف لوحدها ليست مبينة لا يستفيد منها السامع شيئاً فلما جاءت في نظم معيّن كانت قرآناً. هذا النظم أعجزكم عن أن تأتوا بمثله وكان ينتهي الإسلام وتنتهي المعركة ولذلك نقول هذا التحدي هو تحدٍ منصِف. لما قال (فاتوا بسورة من مثله) تحدي منصف لأن المادة الأولية لألفاظ القرآن الكريم موجودة عندكم من وحي الأحرف ولكن هذه الأحرف لما ركبت (ألر) بذاتها لم تكن مبينة لكن هي في داخل السياق لما قلنا لكم هذه الأحرف التي هي غير مبينة لما صارت قرآناً صارت مبينة يعني هذا تنبيه على عجزكم عن شيء أنتم تملكونه. أنتم تملكون هذه الأحرف وأنتم لم تستطيعوا أن تكتبوا من هذه الأحرف قرآناً فإذن هذا هو الربط بين هذه الأحرف المقطعة وكلمة مبين (تلك آيات الكتاب وقرآن مبين). لماذا لم يلتزم نفس الأحرف المقطعة في كل السور؟ لماذا غيّر الأحرف؟ ولماذا تأتي مرة ألر وفي موضع آخر طس مثلاً كل في مكانها؟ ألم وحم تكررت في آيات كثيرة والسؤال يبقى وارداً لمَ قال ألر ولم يقل حم ذلك الكتاب لا ريب فيه؟ السؤال لا ينتهي هنا فكان لا بد من إختيار حروف معينة لأنه لو قال هنا حم لكان السؤال لم جاء هنا بـ (حم)؟هل هناك مناسبة بين تلك الأحرف والآية التي تليها؟إلى الآن بقدر بحثنا لا توجد مناسبة ظاهرة لكن هناك مناسبة اختيار ما بعدها بالنظر إليها سأذكرها: هذه المناسبة وجدت أنها من الجانب الصوتي تنطبق على جميع ما ورد ذكره من كلمة كتاب وكلمة قرآن. لأني كنت أفتش في المصحف عن كلمة الكتاب وكلمة القرآن وهنا اجتمعتا معاً ومعها الأحرف المقطعة فوجدت شيئاً يمكن أن أثبّت فيه قاعدة: أنه حيثما اختار كلمة الكتاب تكون الأحرف المقطعة كذا ليس بذاتها وإنما بمقاطعها الصوتية لأنه هي بذاتها لا ينتهي منها السؤال. مثال على ذلك: لما تقول كتب للكتابة وضرب للضرب ألم يكن بالإمكان أن يستعمل ضرب للكتابة وكتب للضرب؟ ممكن إذن فلم اختيرت هذه الأحرف لهذا؟ فالسؤال يبقى لا ينتهي لو كان بدل (ألر) (دنك) فيكون السؤال لم جاءت (دنك)؟ هو الغرض أن يؤتى ببعض الأحرف المقطعة ويشار إلى أن هذه الأحرف هو المادة الأولية للكلام. العرب فهموا أنه هذا يشير إلى تحديهم أنه كان تحدياً منصفاً بمعنى أنه أنا أريد منكم أن تكتبوا سورة والسورة مكونة من هذه الأحرف والأحرف عندكم. هذه الأحرف المقطعة هي في حقيقتها خارج النظم المراد بالمعنى الذاتي لكل كلمة هي بذاتها ليس لها معنى، فارغة من المعنى. هو لم يشأ أن يأتي بكلمة تحمل معنى وإنما جاء بألفاظ لا تحمل معنى فيستوي في ذلك ألر، ألم، كهيعص، طسم وغيرها. ولكن هذه جاءت هنا وهذه جاءت هنا. ألفاظ فارغة من المعنى لكن لما انسبكت في داخل الآية دلّت على فائدة أن هذا القرآن مكون من هذه المادة، من هذه الألفاظ الفارغة الآن لكن صار لها معنى فصارت مبينة أنها أبانت على إعجاز القرآن الكريم أنه هذا الذي أعجزكم مادته المفرغة من المعنى هي (ألر، كهيعص) ركبوها بتركيب خاص وانظموها. القرآن جاءت فيه مركبة بتركيب خاص ومنظومة فجاءت آيات وأنتم تفعلون هذا فيأتي شعراً وخطباً. العلماء جمعوا الأحرف المقطعة وقالوا عندما نجمعها نجد أنها نصف الأحرف المجهورة ونصف الأحرف الشديدة ونصف المطبقة ونصف المنقوطة ونصف الخالية من النقط ونصف المنفتحة وهكذا لكن هم خاضوا في هذا للنظر فيه. وهذا لا يقطع الطريق على البحث فيها فيمكن أن يأتي أحد الآن أو فيما بعد ويلمس في كل ذكر لهذه الأحرف سراً يتعلق بالسورة نفسها، كما قالوا مثلاً في سورة ق يقولون ذكرت (ق) فيها لأن هذا الحرف نسبة تكراره في سورة ق بالقياس إلى نسبة تكراره في جميع السور الأخرى أعلى لكن أنا لا أطمئن لهذه الإحصاءات لأنه دخلت فيه أيدي غير دقيقة. يفترض أنه نأخذ كلمة ألف (الهمزة) كم تكررت في سورة البقرة مثلاً والقاف كم تكررت والباء كم تكرر ثم نسبة القاف إلى الهمزة كم هي ونسبتها إلى الباء وغيرها والهمزة إلى القاف ثم نحكم. (ألر تلك آيات الكتاب) هذه الأحرف المفرّغة من المعنى رُكبت تركيباً خاصاً فصارت آيات مبينة موضحة وهي موضع الإعجاز وموضع التحدي للعرب الفصحاء. هم يقيناً أدركوا هذا المعنى وإلا لكانوا سألوا عنه.يبقى عندنا شيء (تلك آيات الكتاب وقرآن مبين) ذكرنا قبل قليل أن الكتاب هو القرآن والقرآن هو الكتاب لكن المرحلة التي في اللوح المحفوظ كان مكتوباً ونزل به جبريل u منطوقاً فإذن هو كتاب وقرآن على لسان جبريل u. الرسول r قرأه على الناس أولاً فهو قرآن وكتبوه فهو كتاب (تلك آيات القرآن وكتاب مبين). إذن عندنا كتاب مرتان وقرآن مرتان لما نجمع بين الآيتين المرة الأولى كتاب قُريء هذا في الغيب وقرآن على لسان جبريل u والثانية قرآن وكتاب قرأه الرسول r وكُتِب فكان مكتوباً فقريء في الغيب ثم قُريء في اواقع. هذا الجمع بين الآيتين على ما بينهما من بُعد الترتيب في المصحف وفي ترتيب النزول حتى نقول أن هذا كان قرآناً كاملاً ثم نزل إلى السماء الدنيا وصار يتنزّل.يبقى مسألة التعريف والتنكير ثم لماذا بدأ هنا بالكتاب وهنا بالقرآن؟مسألة التعريف والتنكير المراد أن يعظّم هذا الكتاب. التعظيم عند العرب إما أن يكون بـ (أل) التي فيها معنى الجنس العام (جنس هذا الشيء له) وإما أن يكون بتنكيره وسياق يشير إلى تعظيمه. لما تأتي إلى التعريف لما يقول الخالق الباريء المصور، هذه الألف واللام هنا ليست لتعريف مجهول أنه لم يكن معروفاً وصار معروفاً وإنما لغرض التعظيم والتفخيم كأن الخالق إحتوى جنس الخلق جميعاً يعني جنس العمل، هذا الباريء هذا الوصف كأن هناك معنى الجنس يُراد به فيكون فيه شيء من التفخيم. لما يقول (القارعة) يعني شيء عظيم ثم يقول (ما القارعة) نوع من تفخيمها. فهو يراد تفخيم وتعظيم منزلة الكتاب ومنزلة القرآن. فلما قال الكتاب هنا عظّم منزلته ولما أراد القرآن عظّم منزلته.الكلمة هنا في الآية الأولى عُرِّفت فقال (الكتاب) وفي الآية الثانية عُرِّفت كلمة القرآن ثم نُكّرت قرآن في آية وكتاب في آية. قلنا العرب إذا عرّفت تعرّف لأغراض كثيرة ومن جملة أغراض التعريف تفخيم الشيء وتعظيمه فكأنه يعظمه، فكأنه يعطيه معنى ذلك الجنس. عندما تقول الكريم كأن معنى الكرم بجملته اجتمع فيه) وهكذا الباقي كما قلنا مثلاً القارعة ثم يفخّمها أكثر فيقول ما القارعة ثم ما أدراك ما القارعة يشرحها ( إذا قال ما أدراك فيعني أنه سيشرحها وإذا قال ما يدريك يسكت عنها). الكتاب مفخّم في هذه الآية والقرآن مفخم في الآية الأخرى. وهنا كلمة القرآن نكرة موصوفة والنكرة الموصوفة أيضاً تأتي للتفخيم بحسب السياق ويراد منها التعظيم. إذا وُصِفت النكرة يقال أنها مقيّدة، نكرة مخصصة وليست معرّفة إنما تكتسب تخصيصاً إذا وُصِفت لكنها ليست معرّفة تبقى نكرة إنما فيها تخصيص. عندما تقول: الذي فعل هذه الأمور العجيبة رجلٌ من بني فلان. هذا فيه تفخيم بحسب السياق كأنك تقول رجل عظيم، مهم فعل هذه الأمور العجيبة بحسب السياق. فإذن الكتاب والقرآن فخّما بالطريقتين : بالتعريف وبالنكرة الموصوفة.الآن نأتي لم تقدّم الكتاب في آية سورة الحجر ولم تقدّم القرآن في آية سورة النمل؟ننظر لماذا جاءت كلمة الكتاب مع (ألر) وكلمة القرآن مع (طس). هنا نحاول أن نستفيد من الدرس الصوتي وكما قلت طبّقت هذا على جميع الآيات التي فيها حروف مقطعة بحيث أستطيع أن أخرج بقاعدة حيثما وردت كلمة القرآن وحيثما وردت كلمة الكتاب:(ألر) مؤلفة من أربعة مقاطع (مقطع قصير يتبعه مقطع طويل مغلق ثم مقطعان مديدان). لما نأتي إلى (طس) نجد أنها مكونة من مقطعين (مقطع طويل مفتوح ومقطع مديد). الأول (ألر) ينتهي بمديدين وفيه طويل مغلق فإذن هو أثقل من حيث الجانب الصوتي يعني يحتاج إلى جهد أكبر. أيهما يحتاج إلى مجهود أكثر: أن تنطق شيئاً أو أن تكتبه؟ الكتابة تحتاج المجهود الأكبر لأنها تحتاج إلى القلم وسابقاً الدواة والقرطاس والقصبة ويبدأ يخطّ الحرف خطّاً فهذا فيه جهد. الحروف المقطعة التي فيها جهد يأتي بعدها كلمة كتاب والحروف المقطعة التي هي أقل جهداً يأتي بعدها القرآن. لأن القراءة أسهل من الكتابة. وننظر في الآيات حيثما وردت في القرآن:الأحرف المقطعة جاءت في 29 موضعاً في القرآن الكريم والذي توصلنا إليه ما يأتي:القاعدة: أنه إذا كانت الحروف المقطعة أكثر من مقطعين فعند ذلك يأتي معها الكتاب لأن الكتابة ثقيلة. وإذا كانت الحروف المقطعة من مقطعين يأتي معها القرآن بإستثناء إذا كان المقطع الثاني مقطعاً ثقيلاً. مثلاً (حم) الحاء مقطع والميم مقطع ثقيل لأنه مديد (ميم، حركة طويلة، ميم: قاعدتان وقمة طويلة) وهو من مقاطع الوقف. فالميم ثقيل لأنه يبدأ بصوت وينتهي بالصوت نفسه وبينهما هذه الحركة الطويلة والعرب تستثقل ذلك ولذلك جعلوه في الوقف. ما الدليل على الإستثقال؟ لما نأتي إلى الفعل ردّ يردّ أصله ردد يردد لكن ردد فيه الدال وجاء إلى الفتحة ورجع إلى الدال مثل الميم (ميم، ياء، ميم) فالعربي حذف الفتحة وأدغم فقال ردّ. قد يقول قائل ما الدليل على أن ردّ أصله ردد؟ نقول له صِل ردّ بتاء المتكلم (رددت) تظهر. إذن فهم لا يميلون أن ينقل لسانه من حرف ثم يعود إليه بعد حركة هذا يستثقله. فكلمة ميم تبدأ بميم وتنتهي بميم، كلمة نون تبدأ بالحرف وتنتهي بنفس الحرف وبينهما حركة. هذا مقطع ثقيل والكتابة أثقل فلما يكون المقطع ثقيلاً يذكر كلمة الكتاب. في سورة (ن) قال (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1)) لم يذكر الكتاب ولكنه ذكر آلة الكتابة (القلم) وعملية الكتابة (يسطرون). بينما في سورة (ق) أيضاً مقطع مديد مثل نون لكن ما تكرر نفس الحرف وإنما بدأ بالقاف وانتهى بالفاء فقال بعدها (ق وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ (1)).في سورة (ص) قال (ص وَالْقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ (1))، (طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (2)) ما قال الكتاب. (يس (1) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2)) (طس تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) النمل) الحروف المقطعة هنا من مقطعين. كلمة القرآن وكلمة الكتاب إذا وردت بعد الحروف المقطعة فهذا ضابطها.(الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) البقرة) أكثر من مقطعين، (الم (1) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (3) آل عمران)، (المص (1) كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) الأعراف) (الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1) يونس)، (الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1 هود)، (الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) يوسف)، (المر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (1) الرعد)، (الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) إبراهيم) (الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآَنٍ مُبِينٍ (1) الحجر) (طسم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) الشعراء) (طسم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) القصص) (الم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2)) (الم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) السجدة) (حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2) غافر) (حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) فصلت) (حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) الزخرف) (حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) الدخان) (حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) الجاثية) (حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) الأحقاف) () كلها جاء بعدها كلمة الكتاب. لكن (طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (2) طه)، (طس تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) النمل)).يبقى حيث لم يرد لا ذكر القرآن ولا ذكر الكتاب كيف يكون الحال؟ سؤال: هل يجوز قراءة ألم قبل أية آية في سورة البقرة؟لا يجوز أن نقول قبل كل آية ألم لأن موضعها هو في بداية سورة البقرة في كتاب الله عز وجل (ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه) فلا يجوز أن تقرأ نصف السورة ثم تقف ولما تريد أن تستأنف القراءة تقرأ ألم ثم تُكمل. لم يقل بهذا أحد ونحن في كتاب الله عز وجل متّبِعون نتّبع ما ورد.وقفنا عند آيتين متشابهتين هي قول الله سبحانه وتعالى (الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآَنٍ مُبِينٍ (1) الحجر) وعند قوله (طس تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) النمل) مرة تقدمت لفظة الكتاب وتأخرت لفظة القرآن وكلمة الكتاب معرّفة وكلمة القرآن جاءت نكرة وموصوفة بـمبين، وفي الآية الثانية انعكس الأمر تقدمت لفظة القرآن وتأخرت لفظة كتاب وكلمة القرآن جاءت معرّفة وكلمة كتاب جاءت نكرة وموصوفة بـمبين. وبيّنا أنه إذا أجتمعت لفظتا القرآن والكتاب ننظر في الحروف المقطعة فإذا وجدناها من مقاطع كثيرة نجد أن الكتاب يتقدم لأن الجهد المبذول في كثرة المقاطع يناسبه الجهد الكبير المبذول في الكتابة لأن الكتابة غير القراءة، وهذا فصّلنا القول فيه في الحلقة السابقة.لكن هنا تأتي جملة أسئلة باقية لم نجب عنها في داخل هذا الموضوع فيما يتعلق بالحروف المقطعة. من هذه الأسئلة أنه كيف قرأها رسول الله r؟ نجد أن العلماء يشيرون إلى أنه كان يقرأها مقطّعة بمعنى أنه يقول: ألف، لام، ميم أو يصلها ألم المهم أنها مقطّعة لأن السكت لواحد من القُرّاء العشرة أما القراء الباقون لا يشترطون السكت. ألف لام راء هكذا تُقرأ. لو نظرنا في هذا النطق: كلمة ألف هي إسم للهمزة قديماً الهمزة كانوا يسمونها الألف الصلبة أو القاسية، والصوت الذي في آخر كلمة دعا أو مشى أو في وسط كلمة قال هذا الصوت يسمونه الألف اللينة. فالهمزة عندهم إسمها ألف لذا لما يتحدثوا عن حروف الألف باء يقولون ألف باء ثم يقولون لام ألف التي مع اللام إذن إسم مشترك. فلما يقول ألف لام راء ألف إسم الهمزة (الهمزة التي هي الضغط الحنجري) والحرف الذي بعدها إسمه لام ثم راء. (ألف لام راء) هذه الأسماء الأميّ لا يعرفها. الأميّ يُحسن أن يتكلم يحسن أن يقول لك: كتب لكن لا يُحسن أن يقول لك أن الصوت الأول من كتب هو كاف إسمه كاف والثاني إسمه تاء والثالث إسمه باء، هذا لا يُحسنه الأميّ. الأمي يستطيع أن يقول لك: كتب فلان رسالة أو اكتب لي رسالة لكن إذا سألته ما هو الصوت الأول من كلمة كتب يمكن أن يقول لك (ك) لأنه هكذا يسمعه ولذلك الأطفال الآن في السنة الأولى عندما يقولون لهم حللوا كلمة كتب يحللوها إلى (ك، ت، ب) يحللوها إلى مقاطع وإذا سألت الطفل ما هذا الرسم الذي في أول كتب لا يحسن أن يقول لك كاف أو يقول لك (ك). فقوله كاف أو لام أو راء معناه أنه كان يردد شيئاً يسمعه من عارفٍ للقرآءة (عارفٌ لأسماء الحروف). الرسول r أميّ لا يعرف أن يقوللك هذه ألف أو هذه لام وإنما يعرفها من يعرف القرآءة، من يُعلّم يقال له هذه ألف إسمها ألف هذه إسمها باء أما نُطقها (ب) والرسول r ما كان يعرف القراءة يقيناً. والذين قالوا أنه كان يعرف القرآءة إذا أحسنا بهم الظنّ معنى أنهم كانوا يجهلون عبارات القرآن الكريم ويجهلون ما قاله الرسول r: هم جاءوا مثلاً إلى الآية الكريمة (في الأميين رسولا) قالوا ليس شرطاً أن يكون الأمي هو الذي لا يحسن القرآءة والكتابة وإنما الأمي هو من أمة لم ينزل فيها كتاب والعرب أمة لم ينزل فيها كتاب. هذا تفسير غير صحيح. الكلمة الأميين تحتمل أمرين: الأميون من الأمة التي لم ينزل فيها كتاب فهي أمة أمية يعني ما نزل فيها كتاب تقرأ وتكتب ويحتمل أن تكون كلمة أمية أي التي لا تقرأ ولا تكتب. ما الذي يرجح أحد الإحتمالين؟ النصوص الأخرى. لما نأتي إلى قول الله سبحانه وتعالى (وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك) الكتاب هنا بمعنى المكتوب لا يراد به الكتاب الذي بين دفّتين لأن كتاب فعال بمعنى مفعول (كتاب مصدر فعال بمعنى اسم مفعول). (من كتاب) أي بعض الكتاب، ما كنت تقرأ أيّ مكتوب، جزء من مكتوب ما كنت تعرف قراءته ما كنت تعرف تلاوته ولا تخطّه بيمينك. ولو كان هذا لكان موضع إرتياب لأن الآية فسّرت (إذاً لارتاب المبطلون) هؤلاء كانوا يرتابون أنك أنت ألّفت القرآن لكن أنت لم تكن تقرأ ولم تكن تكتب. عندنا حديث في صحيح مسلم يقول فيه رسول الله r: "نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب" أوضح r أن الأمة لا تكتب ولا تحسب الشهر هكذا وهكذا. ما عندنا حسابات وكتابات نحن أمة أمية. عندما يقول لا تكتب معناها لا تكتب ولا تقرأ لأن عدم الكتابة يعني عدم القراءة. قد يقول قائل أنه هناك من كان يكتب الشعر نقول: أولاً الكتابة كانت في أهل مكة غالباً أما أهل المدينة ما كانوا يكتبون الكتابة في أهل المدينة نادرة. الكتابة في أهل مكة كانت حاجة لأنهم كانوا تجاراً وليست ترفاً. كانت ضرورة أهل مكة يكتبون لأنهم يتاجرون وكانت هناك حاجة فكان هناك كُتّاب في مكة ومنهم نساء لكن كم كان عددهم في مكة؟ ولذلك النقلة العظيمة في الكتابة كانت بعد غزوة بدر لما طلب الرسول r ممن يعرف القراءة والكتابة من الأسرى أن كل واحد منهم يعلّم عشرة من صبيان المدينة فانطلقت الكتابة والقراءة بعد. أما قبل ذلك فكان العدد قليلاً ولذلك كانت الأمة أمة حافظة كانت تحفظ الشعر والخُطَب وتحفظ الكلام وحفظت القرآن. فإذن الأمية هنا معناها عدم القراءة والكتابة قطعاً من غير أدنى ريب. فالأمي إذن ما كان يحسن أن يقول ألف لام راء من عند نفسه. إذن جبريل u كان يُملي عليه وهو r كان يردد خلفه فإذن هذا دليل صدق الرسالة لأن أمي لا يعرف الحروف صار يتكلم وينطق الحروف. العرب فهموا ذلك وصحابة رسول الله r الكرام فهموا ذلك وعندما كتبوا هذه الأحرف فهموا ذلك. كيف؟ الآن إذا أملى عليّ إنسان وقال لي اكتب: دال لام كاف أنا سأكتب (دام) وإما أن أكتب (حرف دال لوحده، حرف لام لوجده، حرف كاف لوحده) أكتبها مفرقة. كيف كتب في المصحف؟ على صورة أي كلمة، بصورة كلمة (كهيعص) رسمت على أنها كلمة الكاف مرتبطة بالهاء والهاء مرتبطة بما بعدها وهكاذ. وكذلك ألم كتبت (ألم) لكن تُقرأ ألف لام ميم . ما معناه؟ معناه أن الصحابة فهموا أن هذه الحروف المقطعة هي أمارات وعلامات الإعجاز بمعنى أن هذا القرآن الذي أعجزكم مكون من هذه الحروف وهذه الصورة صورة كلمة لكن فارغة من المعنى تُغيّر مواقعها تتحول إلى كلمة ذات معنى. ألم، ألر ليس لها معنى لكن ألم لو غيرت في تركيبها أو نطقتها: (ألمٌ، أمل، لأم، ملأ) يصبح لها معنى.الحروف المقطعة رسمت بهذه الصورة حتى تظهر الإعجاز. ورسم هذه الحروف رسم توقيفي على ما رسمه الصحابة. لما يقال رسم القرآن توقيفي أي على ما رسمه صحابة رسول الله r لأنه لم يكن يعرف الرسم. هم كتبوها لأنهم أدركوا أنها من دلائل الإعجاز فينبغي أن تُرسم يصورة كلمة كأن تقول للناس هذه الصورة صورة كلمة فارغة من المعنى فليست مبينة لكن لما دخلت في هذا المكان أبانت عن الإعجاز، يغيّر تركيبها تكون قرآناً معجزاً. هي خارج النص القرآني ليس لها دلالة ولا تدل على شيء وهي بذاتها في داخل النص بتكوينها فارغة من المعنى لكن إنسباكها في داخل الآية أعطاها معنى لذلك قال تعالى (ألم ذلك الكتاب ) يعني الكتاب الذي أعجزكم مكون من هذه المادة الأولية. هذه المادة الأولية رسمها الصحابة على صورة لفظ واللفظ فارغ من المعنى فإذن ألفاظكم فيها معاني تأليفها من مثل هذه الحروف التي لو جاءت بمثل هذا التأليف لا يكون لها معاني لكن القرآن الكريم صاغها صياغة فجاءت قرآناً معجزاً لكم. فالمادة الأولية بين أيديكم. هذه صورة فارغة إملؤها أنتم بتغييرها. القرآن ملأها عندما غيّر ركبها تركيباً آخر فجاءت قرآناً ركبوها أنتم تركيباً آخر تأتي شعراً أو خطبة ممتازة لكنها لا تأتي قرآناً بإعترافكم أنتم. هذه المسألة الثانية كيف قُرِئت الأحرف وكيف رُسِمت.المسألة الثالثة في هذه الأحرف هي أنها جميعاً حيثما وردت تشير إلى أصوات متناسقة ليس بينها تنافر، غير متنافرة يعني كأن القرآن يقول لهم هذه الأصوات هكذا ينبغي أن لا يكون فيها نوع من التنافر. (ألم) الألف من أقصى الحلق من الوترين، اللام مخرجها الذي هو فويق مفارز الثنايا والرباعية والناب والضاحك اللام مخرجه منتشر ويميل، والميم بانضمام الضفتين. (كهيعص) في لفظ واحد ولذلك لما جاء عندنا في موضع حرفان من مخرج واحد مع ما فيهما من اختلاف جعل كل واحد في آية فقال (حم) آية،و (عسق) آية. لأن الحاء والعين من مخرج واحد لا يكونان في لفظ واحد مع أن بين الحاء والعين فروقاً. من الصفات في مسألة الشدة والرخاوة: الحاء رخوة معناه يجري به الصوت والعين متوسط. نحن عندنا الصفات من حيث الشدة والرخاوة: أصوات شديدة وأصوات رخوة وأصوات متوسطة كأنها تبدأ شديدة وتنتهي رخوة أو ظاهرها الشدة لكن يجري بها الصوت من غير مخرجها مثل الميم أوالنون. وشيء آخر الحاء مهموس والعين مجهور يعني مع وجود هذا الإختلاف جُعِل كل واحد في آية لا يكونا في بناء واحد. فإذن نوعية الصوت أيضاً منتقاة. هناك ملاحظة أخرى لافتة للنظر أن بعض الحروف المقطعة عُدّت آيات وبعضها ما عُدّ آية. (الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآَنٍ مُبِينٍ (1) الحجر) ألر ليست آية، (طس تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) النمل)) طس ليست آية، (الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) البقرة) ألم آية، (الم (1) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) آل عمران) ألم آية، (المص (1) كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) الأعراف) ألمص آية، (طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (2) طه) طه آية، (يس (1) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2) يس) يس آية. أرقام الآيات توقيفي على ما فعله الصحابة. هم ما وضعوا أرقاماً وإنما وضعوا فجوات ثم بعد ذلك وضعت الأرقام. هم كانوا على الوقف لأنهم كانوا يقفون على رؤوس الآي يعني وقفة فيها طول فيعلمون أن الآية انتهت هنا ففي الكتابة يضعون بين الآيات فراغاً ظاهراً ليس كالفراغ بين كلمتين إنما يبتعد. لو نظرنا في المخطوطات القديمة سنجد أنه في نهايات الآيات لا يوجد ترقيم ولكن توجد فواصل واضحة. الترقيم جاء متأخراً ولا ندري متى جاء على وجه التحديد ويحتاج إلى مراجعة المخطوطات وما زال هناك مخطوطات كثيرة لم تظهر للوجود في بيوت يتوارثها الناس في المغرب والأندلس وفي أماكن أخرى. فهذه تحتاج إلى مراجعة لهذه المخطوطات بحيث نحاول أن نعرف أيها أقدم. ما عندنا نص من أول من وضع الأرقام باعتبار أن العرب قديماً ما كانوا يستعملون هذه الأرقام كثيراً وإنما كانوا يستعملون الكلمات فيكتبون ثلاثين مثلاً بدل 30، ولما صارت النهضة بعد ذلك في زمن العباسيين وبدأوا يحتاجون إلى أرقام استعملوا الصفر وعند ذلك صاروا يستخدمون هذه الأرقام وإلا الغالب كانوا يستعملون كلمات. إذن كان هناك فراغات والفراغ يشير إلى انتهاء الآية أو ليست آية متصلة. هذا أمر أجهدت نفسي في الملاحظة ولاحظت ما يأتي وقد يلاحظ غيري شيئاً آخر ومن وجد شيئاً قال به وبالله التوفيق. الذي وجدته أن العام الغالب في هذه الأحرف المقطعة أنها تكون آيات إلا إذا كانت من حرف واحد فلا تُعدّ آية، إذا كانت من حرف لا تكون آية (ص وَالْقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ (1)) (ق وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ (1)) (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1)) وإذا كانت من حرفين (طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (2)) (يس (1) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2)) (حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2)) فما فوق تكون آية. عليها إستثناء، والإستثناء له صورتان فقط: الصورة الأولى آية واحدة استثنيت لأنه كان ينبغي أن تكون آية حسب تصورنا لأنه مكونة من حرفين وليست من حرف واحد لكن ما جعلت آية وهي (طس) في سورة النمل، طس حرفان. ننظر عندنا سورتان أخريان فيها (طسم) في موضعين آية، طس نقصت عن أختيها فما عُدّت آية. في سورة الشعراء (طسم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) الشعراء) وفي القصص (طسم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) القصص) و(طس) في النمل (طس تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) النمل)) نقصت عن أختيها فما عُدّت آية، هذا توجيه وقد يجد غيري توجيهاً آخر والأمر مفتوح. الصورة الأولى كانت (طس) قصرت عن أختيها (طس، طسم، طسم) فما عُدّت آية. الصورة الثانية التي هي من المستثنى ست آيات لكن يجمعها جميعاً أنها مختومة بحرف الراء. وهي (ألمر) في سورة الرعد (المر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (1) الرعد). لاحظ (ألم) لوحدها كانت آية (الم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2) لقمان) (الم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) السجدة) لما جاءت الراء معها اندمجت بما بعدها (ألر تلك آيات الكتاب): (ألر: (الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآَنٍ مُبِينٍ (1) الحجر) الحجر، (الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) إبراهيم)إبراهيم، (الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1) يونس)يونس، (الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1 هود)هود و(الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) يوسف) يوسف) ست آيات ونلاحظ فيها لأن مقاطعها كثيرة جاء معها كلمة الكتاب وما جاء معها كلمة القرآن وهذا يعزز ما قلناه في المرة الماضية.تفتش عن سبب. الظاهرة هذه هي قطعاً ونحن عندنا أحياناً يقول لك لا يوجد سبب وأنت لا تسأل عن السبب وهذا منهج كما قال القرطبي لما قال: كتب زيدٌ رسالةً، قالوا لماذا رفع زيدٌ ولماذا نصبت رسالةً؟ قال: زيدٌ فاعل مرفوع ورسالةً مفعول به منصوب فإذا سُئل لماذا رُفِع الفاعل؟ لا نجيب ونقول هكذا جاء، لماذا نصب المفعول يقول هكذا جاء. لكن نحن في كتاب الله عز وجل نحن نتلمس ولذلك سميت لمسات أنه فعلاً هذه ست آيات كلها منتهية بالراء. آية منها لولا الراء لكانت آية التي هي في سورة الرعد. (ألم) آية وحدها (ألر) ليست آية إذن السبب الراء. ما مسألة الراء؟ (تابع الحروف المقطعة)وقفنا في الأصل عند سؤال حول الآية (الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآَنٍ مُبِينٍ (1) الحجر) ذكر الكتاب ثم ذكر القرآن والكتاب معرّف وقرآن منكر ثم جاءت الآية الأخرى (طس تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) النمل) قدّم القرآن وعرّفه وأخّر كتاب ونكّره. ونحن تكلمنا على هذا وقلنا بصورة موجزة للتذكير فقط إن كلمة الكتاب وكلمة القرآن كلاهما يُراد به هذا الذي أنزله ربنا سبحانه وتعالى على محمد r وأُمرنا باتّباعه والأخذ بما ورد فيه، الذي هو بين الدفّتين، فهو الكتاب وهو القرآن. هذا الكتاب مكتوب في اللوح المحفوظ قرأه جبريل، قرأه الرسول r، كتبه المسلمين فهو مقروء مرتين ومكتوب مرتين فإذا جمعنا الآيتين نجد الكتاب وقرآن ، القرآن وكتاب فكأنه مكتوب وقُريء في الآية الأولى، قرأه الرسول r وكُتِب في الآية الثانية. هذا سر الجمع بين اللفظتين.ثم ذكرنا لماذا تقدمت كلمة الكتاب هنا وتقدمت كلمة القرآن هناك؟ قلنا لو نظرنا إلى الحروف المقطعة سنجد أنها مع لفظ الكتاب تكون بمقاطع طويلة ومع لفظ القرآن تكون أقصرإلا إذا كان المقطع الذي فيه قصر فيه تكرار للقاعدتين، للحرفين مثل نون وميم فعند ذلك تأتي كلمة الكتاب. فالقرآءة أيسر من الكتابة فحيثما جاء الكثير يكون الكتاب وحيثما جاء القليل الأيسر يكون القرآن. وقلنا هذا منطبق على جميع الآيات لأنه نكرر إذا أردنا شيئاً في كتاب الله عز وجل ينبغي أن نتّبع هذا الشيء حيثما ورد في القرآن الكريم حيث لا يكون أنه في هذه الجزئية كذا ثم يظهر لنا غيره في مكان آخر. لأننا غير حريصين على أن نبيّن شيئاً غير صادق لأن كتاب الله أعلى وأرفع من أن نحاول أن نتشبث ببعض الأمور من أجل أن نقول الكتاب معجز لا لأنه هو معجز ولا يحتاج إلى هذا.أمر آخر كنا وقفنا عنده هو ما عُدّ آية وما لم يُعدّ آية، وقلنا استطعنا من خلال النظر في هذه المواطن وهي 29 موضعاً من خلال النظر فيها وجدنا أنه إذا كان الحرف المقطع من حرف واحد عند ذلك لا يكون آية مثل (ص، ق، ن) لا يكون آية وإنما يندرج مع الآيات ما بعده. وإذا كان أكثر من ذلك يُعدّ آية. فقلنا لم يكن هناك ترقيم وإنما كانت مسافات. لكن هذا عليه إستثناءان: الإسثناء الأول في (طس) هي حرفين يفترض أن تكون آية لكن وجدنا (طسم، آية وطسم آية) في موضعين فجاءت (طس) ناقصة عن أختيها (طسم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) الشعراء) (طسم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) القصص) (طس) نقصت فما عُدّت آية (طس تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) النمل) لأنها نقصت عن أختيها. ووقفنا عند ستة مواضع (ألر) ما عُدّت آية. فما شأن الراء بالموضوع؟ نحن نعلم أن هذه الحروف المقطعة يوقف عليها أو يُسكت عليها تكون ساكنة (ألفْ، لامْ، راء) على نيّة الوقف لا نقول ألفٌ لامٌ راءٌ. (راء) تنتهي بالهمزة إذن المشكل في الهمزة. الهمزة نحن عندنا الحروف الشديدة التي لا يجري بها الصوت تكون تولد بغلق مثل الباء (يكتبْ) تولد يغلق ثم ينفرج فجأة (إنفجاري) علماؤنا يسمونه شديداً، يقولون الصوت الشديد والصوت الرخو يقابله الآن الإنفجاري والإحتكاكي تغيّر المصطلح وليتهم غيروا مصطلح المهموس والمجهور لأنه أدّى إلى مشكل وأبقوا هذا!. هذه الهمزة لما تسأل عن الأحرف الشديدة التي تكون بغلق كامل يقولون يجمعها (أجدُك قطبت) وهذه أحسن من (أجدّت طبقك) لأنه (أجدّت) ليس فيها دال، غابت عنها دال (لأنها مشددة) لذا تحول بعض العلماء إلى (أجدك قطبت). أول حرف فيها الهمزة هي فعلاً غلق حنجري أي ينغلق الوتران. في هذه المجموعة الحروف المجهورة دخلت في القلقلة لأنه إذا إجتمع على الحرف الجهر والشدة عند ذلك الوقف عليه يميته. انظر إلى الباء مثلاً لو قلت: لم يكتبْ الباء ميتة حتى تقلقلها بفتح الشفتين. القلقلة هم يقولون في التجويد تُلحق بصويت ولكن في الحقيقة القلقلة هي إكمال ولادة الحرف أو ولادة الصوت اللغوي لأن الباء تولد بمرحلتين غلق يعقبه فتح فإذا بقي الغلق يكون نصف الولادة (لم يكتبْ) بحيث يتحول إلى المقابل المهموس الذي هو (P) مثل قوله (إنما جُعِل السبْت) هذه ليس باء وإنما (P) (السبت) تفتح حتى تكمل الولادة لأن ولادة الصوت تكون بغلق وفتح (السبت) التي يسمونها القلقلة الصغرى. تسميات علماؤنا على العين والرأس مقبولة لكن ينبغي أن توضح وفقاً للدرس الصوتي للقرآن الكريم. فالهمزة شديد والهمزة مجهور بمصطلح علمائنا القدماء. الدرس الصوتي الحديث يقول القاف والطاء التي في (أجدك قطبت) هذه شديدة والمجهورة جُمعت المهموسة جمعت في (سكت فحثّه شخص) ليس فيها قاف ولا طاء فإذن القاف والطاء في المجهورة والدرس الصوتي الحديث يقول لا القاف ولا الطاء مهموسة والهمزة مهموس فكلام علمائنا يحتاج إلى نظر. نقول بصورة موجزة المصطلح واحد مدلوله مختلف كيف؟ أنت الآن سويته جهراً وهمساً (هذا الذي قلنا يا ليتهم غيّروا المصطلح) وفق ضابطك أنت وما ضابطك أنت في الجهر والهمس؟ الوتران. علماؤنا ما عرفوا الوترين. يهتز الوتران فالصوت مجهور، لا يهتز الوتران فالصوت مهموس. علماؤنا ما عرفوا [b]الوترين هم وصفوا على نطقهم كيف ينطقون فقالوا المج | |
|