ج : الدخان لم يكن معروفاً فى بلاد المسلمين إلا فى القرن الحادى عشر من الهجرة .ـ وقد تكلم فيه العلماء وقت ظهوره واختلفوا فى حله وحرمته لعدم وجود النص القاطع فى الحل أو الحرمة ، ولكن بعد أن ظهرت اضراره الجسيمة على الصحة ، لا يسعنا إلا أن نفتى بحرمته ، ونوصى جميع المسلمين بالكف عن زراعته وصناعته وبيعه وتعاطيه ، ونعتمد فى هذه الفتوى على أدلة كثيرة من القرآن والسنة . ـ فقد قال الله - عز وجل - : " ويسألونك ماذا أُحل لهم قل أحل لكم الطيبات " (النساء : 4 ). ـ والدخان ليس من الطيبات لأنه بالغ الضرر ولا منفعة فيه ، وهو خبيث الطعم والرائحة . ـ ويقول الله عز وجل " ولا تلقوا بايديكم إلى التهلكة " ـ البقرة 195 ولا شك أن فى تعاطى الدخان تهلكة لأجهزة الصدر والقلب وغيرها ، واضراره معروفة لا تخفى على أحد ولا سيما من يتعاطاه .ـ
ويقول النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى رواه مالك فى الموطأ : " لا ضرر ولا ضرار " ـ وصانع الدخان وبائعه ومتعاطيه يضر نفسه ويضر غيره . وقد ذكر الأطباء أن رائحة الدخان المنبعثة من السجائر وغيرها تضر من يستنشقها ضرراً بليغاً قد لا يقل عن ضرر الشارب له . ـ ثم إن فى تعاطى الدخان غسرافاً للمال فى غير وجهه ، وبلا داع يقتضيه ، والله عز وجل يقول : " وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين " ـ الأعراف 31 ويوقل سبحانه : " ولا تبذر تبذيراً إن المبذرين كانو إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفوراً " ـ الإسراء 26 : 27 .ـ
من كتاب بين السائل والفقيه للشيخ محمد بكر اسماعيل
كتبه لكم الفقير إلى الله تعالى مشرف القسم الإسلامى بمنتديات عبده الأقصرى